التقرير السنوي للمجلس الوطني للصحفيين الجزائريين لوضع الصحافة الجزائرية 2020

Le rapport annuel du Conseil National des Journalistes Algériens sur l'état de la presse algérienne 2020 

 الذكرى الأولى المزدوجة لتأسيس المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، واليوم العالمي لحرية الصحافة


يقفل المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين اليوم ذكرى تأسيسه الأولى في 02 مايو 2019، وعشية إحياء عائلة الإعلام الوطنية، كما باقي الصحفيين عبر العالم، ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادفة ليوم 03 مايو، لتكون المناسبة بمثابة تذكير للحكومات بالقضايا الهامة الشاغلة للصحفيين، وذات التأثير المباشر على حرية الصحافة وأخلاقيات ممارستها.
يقف المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، عند هذه ذكرى تأسيسه التاريخية، وقفة إكبار وتقدير للصحفيين والصحافيات، عرفانا بـ "تضحياتهم الجسام" و"صبرهم" في حقل الدفاع عن الحريات، وقضايا المواطنين، وأسس قيام دولة القانون والعدل والمبادئ الديمقراطية.

والتقدير والامتنان وجزيل الشكر والعرفان، للمناضلين والمناضلات من الصحفيين والصحافيات، ممن برهنوا على صادق النوايا وعظيم الإيرادات، في إرساء صرح المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، كمنظمة نقابية وطنية، هدفها الأسمى على الدوام، هو الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للصحافيين وتحقيق لهم أنسب ظروف العمال، بلا "خوف" ولا "محاباة" في إطار من الضوابط الأخلاقية ووازع الضمير المهني.
إن المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، بقدر فخره واعتزازه، بعمله الحافل بأنشطة وإنجازات تحققت حققها فقط بـ "إرادة مضادة" لواقع مهني مرير وخطير، سواء على صعيد عمله الداخلي وبناء هيكلته التنظيمية، أو في ميدان مواجهة مشكلات قطاع العمل، وما يلاقيه الصحفيون بالمئات وبصفة دورية من تهديد لمسارهم المهني، ولحقهم في العيش الكريم، فإنه بالمقابل يشعر بـ "الأسى" وهو يسجل تأخر تكفل حقيقي بانشغالات رجال ونساء مهنتنا الصحفية، واستمرار "التباين" بين الخطاب الموجه للأسرة الإعلامية، ومايعيشه الصحفيون من ظروف مهنية واجتماعية جد قاسية.

كان يود المجلس أن تجمعه بالزملاء من الصحفيين والصحافيات، لقاءات عمل ونقاش، ووقفات وأنشطة في الميادين، ولكن الظروف السائدة حالت دون تحقيق هذه الغاية، التي نتمنى أن تتوافر ظروف تحقيقها في المستقبل القريب، وفي انتظار التقرير السنوي المفصل الجاري إعداده من طرف خلية رصد حالة قطاع الصحافة ومؤشرات وظروف ممارسة المهنة الصحفية والحريات الإعلامية، يرصد المجلس مبدئيا و-بكل تحسر- بطئا كبيرا في معالجة مشكلات الصحافة المهنية والاجتماعية، وفي ما مضى من عمر إعلان تأسيسه –القصير- سجل المجلس ما يلي:

⬅ غلق مؤسسات إعلامية دون أدنى اعتبار لمناصب العمل ومصادر رزق عائلات المئات من الصحفيين والعمال الذين وجدوا أنفسهم في أوضاع اجتماعية جد قاسية، وهنا يذكر المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، بالوضع "المرفوض" الذي يعيشه الزملاء في مجمع الصحافة "الوقت الجديد"، وما خلفته واقعة توقف قناة "دزاير نيوز" –المؤسفة- من أثار سلبية على الصحفيين، وتأخر إجراءات التسوية الموكلة للمتصرف الإداري.

⬅ طرد العشرات من الصحفيين من مناصب عملهم في عديد مؤسسات الإعلام السمعي البصري والمكتوب، تحت طائل عقود عمل "هشة" وغير قانونية "أحيانا"، ودون أثار تذكر لأجهزة الرقابة المخولة بنزاعات العمل.

⬅ استمرار التدخل غير السليم في التعامل مع ما يمكن أن يوصف "انحرافا" لوسائل الإعلام وأجهزة الصحافة المختلفة، وانتهاج أسلوب "العقاب الجماعي" كأداة ردع، على غرار اللجوء إلى قطع الإشهار عن المؤسسات الإعلامية، واتخاذ المسيرين من هذه المواقف ذريعة لـ "وقف رواتب الصحفيين والعمال"، وطردهم وإحالتهم على عطل غير مدفوعة، بينما الأجدر هو تعزيز أدوات الضبط المهني، وإخضاع المؤسسات الإعلامية للرقابة المالية للدولة، وإلزامها بتقديم حساباتها وفرض مطابقتها، للقوانين ودفتر شروط الاستثمار في القطاع.

⬅ بقاء الصحافة -المؤسف- حقلا للملاحقات القضائية، وتعرض صحفيين لعقوبات سالبة للحرية، وسجنهم مع أن المكان الطبيعي للصحفي هو فضاءات النقاش ومنابر التباري النبيل بالآراء الباعثة على تطور المجتمع وتقدمه.

⬅ تفاقم معاناة الصحفيين والمراسلين الصحفيين المحترفين في الولايات، وتخبطهم بين كماشتي "تعسف" رؤساء العمل، وبين اجتهادات المسؤولين المحليين المنافية في الغالب للقواعد المهنية، في ظل غياب كلي للتشريع المحدد لضوابط ممارسة الإعلام الجواري وعلاقة الصحافة بالجماعات المحلية.

إن المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين وهو على أتم الإدراك بالرهانات وحجم التحديات التي تواجه بلادنا على الصعيدين الداخلي والخارجي، وما يترتب عنها من عظيم المسؤوليات، فإنه يعمل بكل الأدوات لأجل تسليط الضوء على كل "زوايا الظل" في قطاع نشاطنا الإعلامي، وتفعيل جهود إصلاح القطاع، والدفع بها نحو إعادة بناء مهنتنا الصحفية وفق أفضل المعايير والتجارب المحترفة عالميا.

المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين
الجزائر: 02 ماي 2020

0 تعليقات